افتتاح المتحف المصري الكبير بعد عقدين من الانتظار

القاهرة – جوليا دومنا برس
أضاءت شاشات عملاقة الميادين المصرية مساء السبت، وتابع الملايين عبر التلفزيون لحظة افتتاح المتحف المصري الكبير، أضخم متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، بعد أكثر من عشرين عامًا من العمل والتأجيلات.

وشهدت مصر احتفالاً رسمياً حضره 79 وفداً دولياً بينهم 39 رئيس دولة وملكاً وأميراً، فيما أعلنت الحكومة يوم الافتتاح إجازة وطنية احتفاءً بالحدث الذي أقيم إلى جوار أهرامات الجيزة.

فصل جديد من التاريخ المصري

وقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقرينته في باحة المتحف لاستقبال ضيوف مصر من ملوك ورؤساء دول عربية وأجنبية، قبل أن تبدأ مراسم الافتتاح الرسمي التي بُثت مباشرة على القنوات المحلية والعالمية.
وتخللت الحفل عروض فنية مبهرة بمشاركة الفنانة شيريهان وأوركسترا بقيادة المايسترو ناير ناجي، أضاءت خلالها الأضواء والليزر سماء القاهرة برموز فرعونية متحركة.

وفي كلمته، قال السيسي:

“اليوم ونحن نحتفل معا بافتتاح المتحف المصري الكبير، نكتب فصلاً جديداً من تاريخ الحاضر والمستقبل. فهذا الصرح العظيم شهادة على عبقرية الإنسان المصري الذي شيد الأهرام ونقش سيرة الخلود على الجدران.”

كنوز توت عنخ آمون في واجهة العرض

يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من أبرزها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، المعروضة لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922، وتشمل القناع الذهبي الشهير، وكرسي العرش، والتوابيت الملكية، وآلاف القطع الأخرى.
كما ينتصب في بهو المتحف تمثال رمسيس الثاني الضخم، ويضم المتحف مركزاً عالمياً لترميم وصيانة الآثار على مساحة 32 ألف متر مربع.

آمال بانتعاش السياحة

تأمل القاهرة أن يشكل افتتاح المتحف نقطة تحول في قطاع السياحة المصري، إذ تتوقع السلطات أن يسهم في جذب ما يقرب من سبعة ملايين زائر سنوياً، على أن يرتفع إجمالي عدد السياح إلى نحو 30 مليوناً بحلول عام 2030.
وتجاوزت تكلفة المشروع مليار دولار، جاء معظمها عبر قروض يابانية تنموية، ويُدار حالياً من قبل شركة ليجاسي للإدارة والتنمية التابعة لمجموعة حسن علام القابضة.

وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في المؤتمر الصحفي:

“هذا المتحف يُقدَّم من مصر كهدية للعالم، من دولة يمتد تاريخها لأكثر من سبعة آلاف عام.”

حدث ثقافي عالمي

شارك في الحفل عدد من الشخصيات الدولية بينهم الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، ورئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، والمجري فيكتور أوربان، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وولي عهد سلطنة عُمان، في حضور عالمي يعكس مكانة مصر الحضارية والتاريخية.