برشلونة – جوليا دومنا برس
ينطلق في السادس من نوفمبر المقبل مهرجان كتالونيا للسينما العربية والمتوسطية في دورته التاسعة عشرة، والذي تنظمه مؤسسة Sodepau، ويستمر حتى السادس عشر من الشهر ذاته، في عدد من أهم الصالات والمراكز الثقافية بمدينة برشلونة، منها: Filmoteca de Catalunya وZumzeig وLleialtat Santsenca وSanta Mònica ومكتبة سان باو ومكتبة لا كالدرس.
يضمّ برنامج هذا العام نحو ثلاثين فيلمًا بين روائي ووثائقي طويل، إلى جانب عروض للسينما الكلاسيكية والرسوم المتحركة، ومجموعة من الندوات والأنشطة الموازية التي تُسلّط الضوء على قضايا الهوية والذاكرة والصراعات المعاصرة في العالم العربي والمتوسطي.
الافتتاح بفلسطين والذاكرة كمقاومة
تتولى المخرجة الفلسطينية خديجة حباشنة افتتاح المهرجان، في إشارة رمزية إلى دور السينما الفلسطينية في حفظ الذاكرة ومقاومة محاولات محوها. وتؤكد حباشنة في رسالتها أن “محو ذاكرة شعب هو أيضًا محاولة لمحو وجوده، وأن حفظ التاريخ الشفوي والوثائق السمعية البصرية هو فعل كرامة ومقاومة في آنٍ معًا”.
الثورة السورية وسينماها
يُخصّص المهرجان مساحة لافتة للسينما السورية، حيث يقدّم برنامجًا بعنوان “الثورة السورية وسينماها”، يضمّ أعمالًا توثّق قصص الصمود والمقاومة.
ومن أبرز العروض فيلم “خمسة مواسم من الثورة / 5 Seasons of Revolution”، الذي يُعرض في الثامن من نوفمبر الساعة السادسة مساءً في قاعة تشومون – أرشيف أفلام كاتالونيا، بحضور المخرجة والصحفية السورية لينا، التي ستقدّم بعد العرض ندوة حوارية حول تجربتها في التوثيق السينمائي للثورة السورية.
الفيلم، الذي حظي بعرضه العالمي الأول في مهرجان صندانس السينمائي 2023، هو إنتاج مشترك بين قطر وسوريا وهولندا والنرويج وألمانيا، ومدته 95 دقيقة.
يروي الفيلم حكاية لينا التي بدأت كصحفية شابة تغطي بدايات الثورة من وراء الكواليس، ثم وجدت نفسها جزءًا من قصتها، إذ تحوّل الأمل بمستقبل أفضل إلى حربٍ طويلةٍ دمرت الحياة والعلاقات والأحلام، فيما ظلت كاميرتها شاهدةً على الألم والإصرار والمقاومة رغم الخطر.

المخرجة السورية لينا
السينما العائلية والعودة إلى الذاكرة الفلسطينية
يستضيف مركز Lleialtat Santsenca ضمن قسم “سينما العائلة” عروضًا مخصصة للأطفال يومي 8 و15 نوفمبر، يُفتتحها فيلم الرسوم المتحركة “البرج” للمخرج النرويجي ماتس غرورد، الذي يسرد حكاية الطفلة وردي في مخيم للاجئين بلبنان، حين يهديها جدها مفتاح المنزل الذي هُجّر منه، ليقودها المفتاح إلى رحلة عبر ذاكرة فلسطين وتاريخها.
بهذه التوليفة الغنية من الأفلام والموضوعات، يؤكد مهرجان كتالونيا للسينما العربية والمتوسطية مكانته كمنبر فني وإنساني يجمع بين الذاكرة والمقاومة والسينما كأداة لتوثيق الوجود العربي في العالم.

More Stories
الدورة الخامسة من جائزة أنطون سعادة الأدبية لعام 2026
انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب 2025 بمشاركة واسعة من دور نشر عربية وعالمية
الروائية سالي روني: قرار بريطانيا حظر “فلسطين أكشن” قد يؤثر على مبيعات كتبي