الموسيقى توحّد العرب في المهجر
جوليا دومنا برس- هامبورغ
يواصل كورال دوبامين هامبورغ (Dopamin Hamburg Chor) مسيرته الفنية والإنسانية محتفلاً بمرور ثلاث سنوات على تأسيسه، كأحد أبرز المشاريع الثقافية والاجتماعية العربية في ألمانيا، وواحد من النماذج النادرة التي جمعت العرب من مختلف الجنسيات تحت راية الفن والموسيقى والحب والسلام.
تستمد الفرقة اسمها من هرمون الدوبامين، وهو أحد “هرمونات السعادة” التي تنشط عندما يمارس الإنسان عملاً أو هواية يحبها، في إشارة رمزية إلى الهدف الذي يسعى إليه الكورال منذ انطلاقه عام 2022: نشر الفرح، وتعزيز التلاقي الإنساني، وتوحيد القلوب عبر الموسيقى.
وقالت فداء إدريس، المؤسسة والمشرفة على الكورال” إن دوبامين هامبورغ لم يكن مجرد مشروع فني بقدر ما هو مبادرة اجتماعية وإنسانية تهدف إلى خلق مساحة آمنة لجميع الراغبين بالغناء والتعبير من دون تمييز أو إقصاء”. وأضافت:
كورال دوبامين ضخم ليس بعدد أعضائه فحسب، بل بمحتواه وعمقه وفسيفسائيته فهو يجمع أعضاء من أكثر من 12 دولة عربية، دون أي تفرقة في الصوت أو الشكل أو المكانة الاجتماعية كل من يملك رغبة صادقة في الغناء، يجد مكانه بيننا.
ويعتمد الكورال منذ تأسيسه على مفهوم العمل التطوعي والالتزام الإنساني، حيث يشارك فيه أفراد من مختلف الأعمار والفئات رجال ونساء، شباب وأطفال، يلتقون على هدف واحد هو الغناء المشترك بوصفه وسيلة دعم نفسي وروحي. وتوضح إدريس:
الفريق لا يشترط الخلفية الأكاديمية أو الخبرة الموسيقية، لأن إنتاج الفرح لا يحتاج إلى أكاديميين بقدر ما يحتاج إلى بشر يمتلكون قلوباً نقية تحب العطاء والعمل الجماعي.

منذ انطلاقه قدّم كورال دوبامين مجموعة من الأغاني المنتقاة بعناية لتكون مرآة لقيم المحبة والتسامح والسلام، ومن أبرزها أغنية “ما أحلى أن نعيش في حب وسلام”، التي تفتتح بها الفرقة عروضها بوصفها نشيداً إنسانياً يعكس رؤيتها في توحيد الناس بالموسيقى بعيداً عن الانقسامات السياسية أو الطائفية.
وتقول إدريس:
واجهت في البداية بعض الاعتراضات على اختيار الأغنية، لكنني تمسكت بها لأنها تحمل جوهر الرسالة التي نريد إيصالها أن الدنيا ما تزال بخير، وأننا قادرون على بناء مجتمع صغير متآلف مهما اختلفت انتماءاتنا.
يحرص الكورال أيضاً على التعبير البصري المنسجم مع رؤيته الإنسانية، إذ اختار اللون الرمادي رمزاً للحيادية والابتعاد عن التحيزات، واللون الأزرق دلالة على السماء والبحر اللذين يربطان بين شعوب العالم.
وتضيف إدريس موضحة:
نحن فريق من كل الدنيا ولكل الدنيا، نقف على مسافة واحدة من الجميع، ونعتمد في علاقاتنا على الاحترام والتقدير، لا على الأهواء الشخصية.

ويؤكد أعضاء الكورال أن سرّ نجاحهم في الاستمرار ثلاث سنوات يعود إلى الإخلاص الجماعي وروح المحبة التي تجمعهم، إضافة إلى الإدارة الواعية التي عملت على ترسيخ أسس التواصل الإيجابي والتعاون ضمن الفريق.
تختم فداء إدريس حديثها قائلة:
نحن لا نسعى إلى أن نكون الأفضل، فالتفاضل دائرة مغلقة لا تؤدي إلا إلى التنافس السلبي. نحن نحمل رسالة نبيلة في الحياة، رسالة موسيقى وسلام وإنسانية. فالموسيقى وحدها قادرة على أن توحّد ما فرّقته السياسة والدين.
مشاركات وإنجازات فنية متواصلة
شهدت الفترة الأخيرة نشاطاً ملحوظاً لكورال دوبامين هامبورغ، حيث شارك في عدد من الفعاليات الثقافية والفنية التي تعزز رسالته في التعايش المشترك والتقارب الإنساني, وقد جمعت عروضه بين أفراد من مختلف الخلفيات الدينية والعرقية، إذ غنّى تحت سقف واحد المسلم السني والعلوي والشيعي والدرزي والمسيحي والتركماني، والمصري والسعودي والعراقي والإيراني والليبي والصومالي واللبناني والتونسي والفلسطيني والسوري والكردي والمغربي.
وأكد أعضاء الفريق أن الكورال وإن لم يكن أكاديمياً في الغناء، فإنه يسعى لأن يكون أكاديمية في التعايش الإنساني السليم من خلال الموسيقى، مؤمنين بأن “ما تفسده الطائفية يصلحه الغناء.
وقد وجّهت فداء إدريس شكرها الخالص إلى جميع الداعمين والمشاركين في نجاح المشاركة الأخيرة، ومنهم:
- الأستاذ Suleyman Muhamed العازف المتعدد المواهب.
- والأستاذ Maher Hasan
- الأستاذ Zakrya Kawandi عازف الغيتار.
- Mohammed Al-Bdairi الذي رافق الفريق في التصوير.
- والدكتور Mohammed Ahmed Khalifa، منظم ومؤسس أسابيع الثقافة العربية في هامبورغ، على دعوته الكريمة للكورال للمشاركة في الفعاليات الثقافية.
واختتمت إدريس برسالة تقدير لأعضاء الكورال جميعاً، قائلة إنهم “يحملون رسالة نبيلة وأمانة إنسانية كبيرة، ويثبتون كل يوم أن الفن يمكن أن يكون مساحة سلام تجمع المختلفين على كلمة واحدة هي المحبة.”
نبذة عن كورال دوبامين هامبورغ
تأسس كورال دوبامين هامبورغ (Dopamin Hamburg Chor) عام 2022 في مدينة هامبورغ الألمانية، كفريق فني وثقافي يجمع عرباً من مختلف الجنسيات المقيمين في ألمانيا. يضم الكورال حالياً أكثر من 30 عضواً من 12 دولة عربية، ويهدف إلى تعزيز التعايش الإنساني من خلال الموسيقى والغناء الجماعي. يُعرف الكورال ببرامجه الغنائية الهادفة إلى نشر قيم السلام والمحبة، وبمشاركاته المستمرة في المهرجانات الثقافية والمناسبات الاجتماعية، محققاً حضوراً لافتاً في المشهد الثقافي العربي بأوروبا.

كورال دوبامين

كل الحب والتقدير للرائعة الأستاذة مجدولين الرفاعي سفيرة الحب والسلام والأمل والتفاؤل على تحريرها هذا التقرير بحب ومهنية عاليتين
كل الشكر لها ولهذا المنبر الرائع الذي أوصل رسالتنا بكل صدق وأمانة واجتهاد
فداء إدريس مديرة ومؤسسة كورال دوبامين هامبورغ https://www.instagram.com/dopamin_hamburg_chor?igsh=YXNlbTk3bXkxdmJo
شيء جميل ومشرف أن يكون في هامبورج ألمانيا مثل هذه الجهود الكريمة